الصفحة الرئيسية من أنا بحث المحتويات ملاحظات

مارية القبطية

 

الصفحة الرئيسية أعلى فهرس القرأن الكريم إلا حبيبنا مواقع مختارة منزلك سيدتي مطبخك سيدتي إمومة وطفولة أله حاسبه إقرأ هذا الكتاب إستمع لهذا الشريط عجائب الدنيا السبعة

خديجة بنت خويلد سودة بنت زمعة عائشة بنت أبي بكر حفصة بنت عمر زينب بنت خزيمة هند بنت أبي أميه زينب بنت جحش جويرية بنت الحارث صفية بنت حيى رملة بنت أبي سفيان مارية القبطية ميمونة بنت الحارث

مارية القبطية

أم  إبراهيم

نسبها : مارية القبطية بنت شمعون ، أباها قبطي وأمها مسيحية رومية.

ومارية القبطية مولاة رسول الله صلى الله علية وسلم وسريتة ، أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية وأهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له مأبور وبغلة شهباء وحلة من حرير.

 

هدية من مصر : لما أرسل الرسول صلى الله علية وسلم كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول صلى الله علية وسلم إلى مصر وبعد أن دخل على المقوقس الذي رحب به واخذ يستمع إلى كلمات حاطب فقال له: ((يا هذا إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه)).

وأعجب المقوقس بمقالة حاطب فقال لحاطب : (( إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهود فيه ولا ينهي عن مرغوب فيه ولم أجده بالساحر الضال ولا الكاهن الكاذب ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر)).

أخذ المقوقس كتاب النبي صلى الله علية وسلم وختم عليه وكتب إلى النبي صلى الله علية وسلم : (( بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط سلام عليك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه وقد علمت أن نبياً بقي وكنت أظن أنه سيخرج بالشام وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وبكسوة ، وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام عليك)) .

 

إسلام مارية القبطية : وفي طريق عودت حاطب إلى المدينة عرض على ماريه وأختها الإسلام ورغبهما فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة ، وفي المدينة أختار الرسول صلى الله علية وسلم مارية لنفسه ووهب أختها سيرين لشاعرة حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه ، كانت ماريه رضي الله عنها بيضاء جميلة الطلعة وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة رضي الله عنها فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الله صلى الله علية وسلم بها وقالت عائشة رضي الله عنها : (( ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية وذلك أنها كانت جميلة جعدة أو دعجة فأعجب بها صلى الله علية وسلم وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فرغنا لها فجزعت فحولها إلى العالية وكان يختلف إليها هناك فكان ذلك أشد علينا)) .

 

ولادة مارية لإبراهيم :  كانت عندما تخلوا بنفسها تفكر في هاجر ومصريتها وأمومتها لإسماعيل فكلتاهما جارية مصرية وكانت هاجر هبة من سارة للنبي إبراهيم علية السلام كما أن مارية هبة من المقوقس للنبي محمد صلى الله علية وسلم وقد أثارت كلتاهما غيرة الزوجات الأخريات ولكن هاجر كانت أم لولد إبراهيم علية السلام فهل تغدوا مارية أم لولد محمد صلى الله علية وسلم.

وبعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة أحست بوادر حمل مستكن فكذبت إحساسها و خيل إليها أنه وهما لشوقها الملح إلى الأمومة وتفكيرها الدائم بهاجر وإسماعيل ، وكتمت مابها شهرين وهي في ريب من الأمر حتى أصبحت البوادر أوضح من أن تتهم ، وأخبرت أختها سيرين فأكدت لها أن الأمر ليس وهما وإنما هو جنين حي ، ففرحت وأخبرت النبي صلى الله علية وسلم وفرح لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمره وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء رضوان الله عليها وتذكر ما كان يلحظه من توعكها وهي أعراض عرفها في خديجة ، وسرعان ما سرت البشرى أنحاء المدينة ، وسهر عليها صلى الله علية وسلم وأختها سيرين حتى حانت ساعة الوضع في شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة ودعا صلى الله علية وسلم قابلتها سلمى زوجت أبي رافع و ولدت طفلاً جميلاً يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم فجاءته سلمى بالبشرى وأكرمها وأقبل على مارية فهنأها بولدها الذي أعتقها من الرق ثم حمل وليده وسماه إبراهيم تيمنا باسم جد الأنبياء ، وتصدق صلى الله علية وسلم على مساكين المدينة بوزن شعر الوليد ، وعاش إبراهيم ابن الرسول صلى الله علية وسلم سنة وبضع شهور يحظى برعاية والده ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني وذات يوم اشتد مرضه ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهراً، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة، وحزنت مارية حزناً شديداً على موت إبراهيم كما حزن عليه صلى الله علية وسلم فقال : (( إن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ))  ثم نظر إلى مارية في عطف ورثاء وقال يواسيها : (( إن إبراهيم ابني وانه مات في الثدي وان له لظئرين تكملان رضاعة في الجنة ))

 

مكانة مارية في القرآن الكريم : لمارية رضي الله عنها شأن كبير في الآيات المباركة وفي أحداث السيرة النبوية، أنزل الله عز وجل صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصنيفهم. وقد توفي الرسول صلى الله علية وسلم عنها وهو راض عن مارية، التي تشرفت بالبيت النبوي الطاهر، وعدت من أهله وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول صلى الله علية وسلم كما عرفت بدينها وورعها وعبادتها.

 

وفاة مارية : عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في السنة السادسة عشر من محرم دعا عمر الناس وجمعهم للصلاة عليها  فاجتمع عدد كبير من الصحابة من الهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مارية القبطية، وصلى عليها سيدنا عمر رضي الله عنه في البقيع ودفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي وإلى جانب ابنها إبراهيم.

 
أرسل رسالة بريد إلى  فله   تتضمن أسئلتك أو تعليقاتك حول موقع ويب هذا.
Copyright © 2005 فلة
تاريخ التعديل: 22-04-2006