الصفحة الرئيسية من أنا بحث المحتويات ملاحظات

سودة بنت زمعة

 

الصفحة الرئيسية أعلى فهرس القرأن الكريم إلا حبيبنا مواقع مختارة منزلك سيدتي مطبخك سيدتي إمومة وطفولة أله حاسبه إقرأ هذا الكتاب إستمع لهذا الشريط عجائب الدنيا السبعة

خديجة بنت خويلد سودة بنت زمعة عائشة بنت أبي بكر حفصة بنت عمر زينب بنت خزيمة هند بنت أبي أميه زينب بنت جحش جويرية بنت الحارث صفية بنت حيى رملة بنت أبي سفيان مارية القبطية ميمونة بنت الحارث

سودة بنت زمعة 

الكريمة المهاجرة أرملة المهاجر

وأول امرأة تزوجها الرسول بعد خديجة

وبها نزلت آية الحجاب

نسبها : سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد شمش بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية. وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمرو من بني النجار.

 

كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها وكانت معه ضمن النفر الثمانية من بني عامر الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وركبوا أهوال البحر راضيين بما هو أقسى من الموت من أجل النجاة بدينهم ، ولما انتهت غربتها في أرض الحبشة توفي زوجها المهاجر لتعاني محنتي الغربة والترمل ولاعون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.

 

وتأثر النبي صلى الله عليه وسلم فما إن ذكرتها له خولة بنت حكيم حتى مد يده الرحيمة إليها ، في حين لم يكن أحد من الصحابة يجرؤ على التحدث إلى رسول الله في موضوع الزواج بعد وفاة خديجة رضي الله عنها .

(( فقالت له : يا رسول الله ألا تتزوج ؟  فأجاب بنبرات الحزن والأسى  ومن بعد خديجة ياخولة ؟

فقالت : إن شئت بكراً  وإن شئت ثيباً  فقال :  ومن البكر؟

قالت : ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر وبعد فترة صمت قال رسول الله : ومن الثيب؟

قالت خولة : إنها سوده بنت زمعة التي آمنت بك  واتبعتك على ما أنت عليه ))

وعقد النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها ، وتزوج من سوده التي انفردت به نحواً من ثلاث سنين أو أكثر حتى دخل بعائشة ، وكانت في حالة الكبر حتى أنها بلغت من العمر حين تزوجها عليه الصلاة والسلام الخامسة والخمسين رضي الله عنها ، واستغرب الناس في مكة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من سوده بنت زمعة ، وتساءلوا في ارتياب : أرملة مسنة غير ذات جمال تخلف سيدة نساء قريش ومطمح أنظار السادة منهم .

ولكن واقع الحال يقول : إن سوده أو سواها لن تخلف خديجة ولكنه البر والرحمة وجبران الخاطر من نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، واستطاعت سوده أن تقوم على بيت النبوة، وتخدم بنات رسول الله ، وتدخل السرور لقلبه بخفة روحها ومرحها بالرغم من ثقل الجسم .

 

في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سوده في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.

فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، و رزينة ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم  بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.

 

فضلها : كانت رضي الله عنها صوامة قوامة منفقة تجود بما لديها ، عرفت بالصلاح والتقوى ، روت عن النبي خمسة أحاديث، وروى عنها عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.

عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه بعث إلى سوده بفرارة دراهم، فقالت : في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.

وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة  رضي الله عنها ، (( اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة و زرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة)).

 

صفاتها : لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سوده أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.

وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سوده وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سوده وقد هدأت بها غيرة الأنثى : (( يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك ))

ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سوده الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.

 

وفاتها: توفيت سوده في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأيتم آية فاسجدوا )) ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

 
أرسل رسالة بريد إلى  فله   تتضمن أسئلتك أو تعليقاتك حول موقع ويب هذا.
Copyright © 2005 فلة
تاريخ التعديل: 22-04-2006